فولكر تورك: تصاعد القتال في جنوب السودان يهدد بإنهاء عملية السلام
فولكر تورك: تصاعد القتال في جنوب السودان يهدد بإنهاء عملية السلام
أطلق المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة، فولكر تورك، تحذيرًا شديد اللهجة اليوم الجمعة، داعيًا الأطراف المتحاربة في جنوب السودان إلى "الابتعاد عن حافة الهاوية" وسط تقارير عن تصعيد عسكري خطير وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وقال تورك، في بيان، إن تصاعد القتال منذ مطلع مايو "ينذر بخطر حقيقي يتمثل في تفاقم الوضع الإنساني المتدهور أصلاً وتقويض عملية السلام الهشة في البلاد"، وفق وكالة رويترز.
قصف عشوائي ونزوح جماعي
أكدت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان وقوع قصف جوي وهجمات برية ونهرية من قبل قوات دفاع شعب جنوب السودان استهدفت مواقع جيش تحرير شعب السودان (SPLA-IO) في فانجاك بولاية جونقلي ومقاطعة تونجا في أعالي النيل.
أشارت المفوضية إلى أن 75 مدنيًا على الأقل قُتلوا، و78 آخرين أُصيبوا بين 3 و20 مايو، فيما أدى القتال إلى نزوح آلاف العائلات. كما طالت الهجمات مناطق مأهولة ومنشآت طبية، بينها مرفق تديره منظمة أطباء بلا حدود.
وقال فولكر تورك إن "اللحظة الحالية لا تحتمل أي تهاون"، مشددًا على أن جميع الأطراف مطالبة بـ"التراجع فورًا وبدون شروط عن الأعمال العدائية"، محذرًا من أن استمرار النزاع سيؤدي إلى "كارثة إنسانية وحقوقية متسارعة".
صراع متجدد يُهدد سلامًا هشًا
شهد جنوب السودان حربًا أهلية دامية بين 2013 و2018، خلفت مئات الآلاف من القتلى والمشردين، رغم توقيع اتفاق سلام هش، لا تزال التوترات قائمة بين الحكومة والمجموعات المسلحة المنشقة، مما يجعل أي تصعيد خطرًا مباشرًا على الاستقرار.
تشير منظمات حقوقية إلى أن الانقسامات السياسية العميقة والتنافس على الموارد، إضافة إلى هشاشة المؤسسات، تؤجج دورة العنف المتكرر، وتُفاقم معاناة السكان الذين يعانون أصلًا من الجوع والمرض والفقر المدقع.